قصة المتنبي الذي قتلته أبيات قالها في رجل من بني اسد يدعى ضبة، فقد هجاه بقصيدة يقول مطلعها:
ما انصف القوم ضبة وامه الطرطبّة***فلا بمن مات فخر ولا بمن عاش رغبة
فترصد له بنو اسد في الطريق ليقتلوه. وحين رآهم هرب منهم فقال له ابنه: يا أبه وأين قولك:
الخيل والليل والبيداء تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي : قتلتني يا ابن اللخناء، فعاد ادراجه ليحارب فقتل وطار رأسه!!
أما دعبل الخزاعي فكان كلما اتى خليفة من بني العباس هجاه بقصيدة فحين تولى المأمون هجاه وتوعد بقتله- ولكن المأمون عفا عنه... ثم اتى المعتصم( ثامن الخلفاء) فهجاه بقوله:
ملوك بني العباس في الكتب سبعة***ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف***سبعة وثامنهم عندنا كلب
وأني لأجزي الكلب عن ذكره بكم***لأن لكم ذنب وليس للكلب ذنب
فسمع بها المعتصم فتوعده ففر الى خراسان. وهناك تعرض للوزير مالك بن طوق فارسل له من اغتاله استنصاراً للمعتصم!
ايضا هناك الأعشى الهمداني الذي هجا الحجاج بن يوسف بقصيدة قال فيها:
بين الاشج وبين قيس باذخ***بخ بخ لوالده والمولود
ما قصرت بك ان تنال العلا***أخلاق مكرمة وارث جدود
فقال الحجاج حين سمعها: والله لا ادعه يبخبخ بعدها، فاستدعاه وقتله!!
اما هذه القصه فلم ترد في كتاب الشيخ عائض وتتعلق بشاعر يدعى علي بن جبلة العكوك فقد مدح الامير ابي دلف بسبعين بيتا اصبحت من عيون الشعر العربي.. وقد جاء في القصيدة قوله:
كل من في الارض من عرب***مستعيرا منك مكرمة يكتسبها يوم مفتخره
وحين وصلت القصيدة الى المأمون تملكته الغيرة وقال له: ماذا تركت لنا يا ابن الفاعلة ان استعرنا منه المكارم. ولكن المأمون خشي ان يقول الناس قتل الشاعر بدافع الغيرة فاستشار من حوله فاخبروه ان له مدائح تقدح في الشرع من ضمنها:
انت الذي تنزل الايام منزلها ***وتنقل الدهر من حال الى حال
وما مددت باقلام لها شبهة***الا قضيت بأرزاق وآجال
ولأن هذا لا يكون إلا لله وجدها المأمون حجة لقتله.. فقطع رأسه!!
الشاعر طرفة بن العبد
قُتِلَ وعمره 26 عاما
كان شاعرا المعيا كان يدخل على الملوك ويسجل اروع القصائد حتى إن بعضهم يجعل معلقته
بعد معلقة امريء القيس مباشرة وبعضهم الف فيها مصنفات بديعة
لأنها من اخطر وابلغ وامهر المعلقات على الاطلاق
وهو صاحب البيت المشهور ..
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة = على النفس من وقع الحسام المهندِ
فما هو سبب قتله؟؟
سبب قتله هجاؤه لعمرو بن هند
واعتقد ان المتتبع للتاريخ يعرف من هو عمرو بن هند الذي كانت تخافه
الطير في الدهناء
فماذا قال في عمر بن هند ؟؟
تمنى انه بقرة يستفاد من ضرعها ,,,
فقال :
فليت لنا مكانـاً ملـك عمـر***رغـوث حـول قبتـنـا تـخـور
من الزامرات أسبل قادمها***وضـرتـهـا مـركـبــة تــــذور
يشاركنـا لنـا رخـلان فيهـا***وتعلوها الكباش فمـا تنـور
لعمرك إن قابوس بن هند***ليخلـط ملكـه حمـق كثيـر
طبعا اكرمه عمرو بن هند والبسة واعطاة رسالة هو وخاله المتلمس
والاثنين كانا اميان وحصلوا واحد قرأ رسالة المتلمس
فوجد فيها اذا جاءك حامل الرسالة فاقطع اربعه وراسه فهرب المتلمس ونصح طرفة
بأن يفتح رسالته ولكنه رفض و ذهب بها الى ملك البحرين الذي قتلة ...
بشار بن برد
أدرك الدولتين: الأموية والعباسية، وهو من الموالي.
وكان جده في سبي المهلب بن أبي صفرة، فقدمه إلى زوجه "خيره" القشيرية فوصل إلى ضيعتها بالبصرة ومعه ابنه برد. ولما بلغ بُرد مبلغ الشباب زوجته امرأة من بني عقيل، فولدت بشارا وإخوة له. وقيل إن أم بشار جارية من سبي الروم.
ولد بشار بالبصرة أكمه ( لا يبصر)، وكان منذ صباه المبكر ميالا إلى هجاء الناس، وهجا جريرا طمعا في نباهة الذكر، فأهمله، ولم يجبه.
واختلط في البصرة - مسرح طفولته - بالعلماء والمتكلمين، وتردد على الحلقات والندوات، وحصل علما غريزا؛ غير أنه كان مستهترا ميالا إلى الفسوق، ونتيجة تقلب الظروف ببشار، بدل معاشرة العلماء بالندامى، وسخر شعره للغزل المكشوف والهجاء، كما كان الشعر وسيلته للتكسب والتعيش.
مدح بشار "مروان بن محمد"، وقيس عيلان، وبعض أمراء الأمويين و ولاتهم، كما مدح بعض الخلفاء العباسيين، لكنه لم يثبت على ولاء لقوم أو دولة أو سلطان، وكان المجون أغلب عليه، وتأذى الناس بهجائه وتحاشاه العلماء.
كان أول الشعراء المحدثين، رصين العبارة، فخم الألفاظ، يجمع في شعره بين مقومات الشعر التقليدية وبين أوائل معطيات الشعر المحدث وخصائصه. ساعده في ذلك ذكاؤه الحاد وسرعة بديهته، وحفظه لأشعار المتقدمين ورجزهم وخطبهم. وقد كانت وفاة بشار قتلا بتهمة الزندقة بعد أن أغرى يعقوب بن داود به الخليفة المهدي لأنه هجا يعقوب وفضحه، وقد أعان بشار على نفسه بسوء سلوكه وسوء معتقده.
قصيدة في المشورة
إذا بلغَ الرأيُ النصيحة فاستعــــــنْ
بعزم نصيــح، أو بتأييـــد حــــــازم ِ
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة
مكـــان الخوافــي نــافـــع للقــــوادم ِ
وخلّ الهوينى للضعيف ولا تكــــن
نؤومًا، فإن الحــزم ليــــس بنـــائــم ِ
وما خير كفٍّ أمسك الغل أختهـــــا
ومـــا خيــر سيــف لــم يؤيد بقـــائم ِ
وحارب إذا لم تـُعـــط إلا ظُـلامـــة
شبا الحربِ خيرٌ من قبول المظالـــم ِ
وأدن ِعلى القـربى المقرّبَ نفســــه
ولا تـُشهد الشورى امرءا غير كاتـم ِ
فإنك لا تستطــــردُ الهـــمَّ بالمـــنى
ولا تبلــــغ العليــا بغيـــر المكـــارم ِ
شاعر من اجمل الشعراء حيث حباه الله بالجمال
لذلك كان يتقنع مخافة العين
لذلك كان يسمى وضاح اليمن
كان في عهد الوليد بن عبد الملك وكان يمتدحه كثيرا
ومما قال فيه
صبا قلبي ومال إليك ميلاً *** وأرقني خيالك يا أثيلا
يمانية تلم بنا فتبدي *** دقيق محاسنٍ وتكن غيلا
دعينا ما أممت بنات نعش *** من الطيف الذي ينتاب ليلا
ولكن إن أردت فصبحينا *** إذا أمت ركائبنا سهيلا
فإنك لو رأيت الخيل تعدو *** سراعاً يتخذن النقع ذيلا
إذاً لرأيت فوق الخيل أسداً *** تفيد مغانماً وتقيت نيلا
إذا سار الوليد بنا وسرنا *** إلى خيل نلف بهن خيلا
وندخل بالسرور ديار قوم *** ونعقب آخرين أذى وويلا
احسن اليه الوليد بن عبد الملك
فما سبب قتلة ؟؟؟؟
كان هذا الشاعر ممن يتهورون في شعرهم وبالذات الغزلي فقد تغزل بزوجة الوليد بن عبد الملك
فقال فيها لما سافرت
صدع البين والتفرق قلبي *** وتولت أم البنين بلبي
ثوت النفس في الحمول لديها *** وتولى بالجسم مني صحبي
ولقد قلت والمدامع تجري *** بدموع كأنها فيض غرب
جزعاً للفراق يوم تولت *** حسبي الله ذو المعارج حسبي
وقال لما مرضت
حتام نكتم حزننا حتاما .***. وعلام نستبقي الدموع علاما
إن الذي بي قد تفاقم واعتلى .***. ونما وزاد وأورث الاسقاما
قد أصبحت أم البنين مريضة .***. نخشى ونشفق أن يكون حماما
يارب أمتعني بطول بقائها .***. واجبر بها الارمال والايناما
واجبر بها الرجل الغريب بأرضها .***. قد فارق الاخوال والاعماما
كم راغبين وراهبين وبؤٍ .***. عصموا بقرب جنابها إعصاماً
بجناب ظاهرة الثنا محمودةٍ .***. لا يستطاع كلامها إعظاما
فلما سمع الوليد ذلك عزم على قتله فامر بان يؤخذ ويوضع في صندوق ويدفن حيا
الشاعر دوقلة المنبجي
هناك عدد من الشعراء الذين قادتهم قصائدهم إلى الموت, ولأن قتل كل شاعر يختلف عن شاعر آخر, وكذلك قصيدته, فإن الأوجع يبقى أكثر دليلاً, وربما الأكثر تأثرا, وخاصة إذا عرفنا أن شاعرنا قد كتب طوال حياته قصيدة واحدة ــ يتيمة ــ وهذه القصيدة كانت ثمنا لحياته, القصيدة القاتلة هنا هي اليتيمة, تلك القصيدة التي ذاع صيتها بهذا الاسم بعد أن سميت بأسماء أخرى كدعد , ولعل تسميتها باليتيمة لكونها وحيدة لا شبيه لها نظرا لقوة سبكها وروعة تشبيهاتها ومعانيها وسلاسة صياغاتها ووضح مقاصدها ، فالقصيدة اليتيمة تضم ستين بيتاً, وهي للشاعر دوقلة المنبجي, وفيها يقول :
هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردُّ ***أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ
دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها ***فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ
من طول ما تبكي الغيوم على***عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ
وتــلُـــثُّ ســـاريـــةٌ وغاديـــةٌ ***ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ
تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمانيــة ***لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَردُ
فكست بــواطنها ظواهرهـــا ***نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد
فوقفت أسألها ، وليس بهـــا ***إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبد
فتبادرت درر الشؤون عــلــى ***خـدّي كـــمـا يتـــنــاثر العقد
لهفي على(دعد)وما حفلت ***بـالاً بــحــرِّ تلــهفـــي دعــدُ
بيضـاء قـــد لبس الأديم بهاء *** الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد
فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ ***والشعــر مــثــل الليل مسودُّ
ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا ***والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ
بــفتــور عيــن ٍ مــا بهـا رمَدٌ ***وبـــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ
واسترسل في ذكر أوصافها إلى أن قال :
مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر ***فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد
إن لم يكن وصل لــديك لـنــا ***يشفي الصبابة ، فليكن وعــد
قــد كــان أورق وصلكــم زمناً ***فــذوى الـــوصــال وأورق الصد
لله أشــواقــي إذا نــزحــــت ***دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم البعــد
إن تـــتهمــي فـتهامة وطني ***أو تــنجــدي ، يكن الهوى نجدُ
وزعمـــت أنـك تضمرين لـنـا ***وداً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ !
وإذا المحب شكـا الصدود ولم ***يـــعطـف عليـــه فقتلــه عمد
نختصُّها بالود ، وهي علــى ***مــالا نــحــب ، فــهكذا الوجـــد
أو مـــا تــرى طمــريَّ بينهما ***رجـــل ألــــحّ بـــهــزلـــه الجـد
ولـــقــد علمــتُ بأننـــي رجلٌ ***فــي الصالحــاتِ أروحُ أو أغـدو
سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ ***وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ
مـتـجلبــب ثـوب العفاف وقــد ***غــفــل الــرقيـب وأمــكـن الوِردُ
المصدر الفتن